الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

أبي .. اشتقتُ إليك ...

في ساعات الصباح الاولى التي يغلب عليها طابع الوحده ..



دائماً ما تكون طويله ممله غير انيسه لكثيرٍ من الناس ..



تجد كل البشر منصرفين الى اعمالهم وبحثهم عن الرزق ..



هذه الساعات كانت فيما مضى بالنسبه إلي جميله رائعه ..



بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. حيثُ انني كنتُ طفلاً جُل



اهتمامه العابه وكتبه المدرسيه .. كنتُ استمتع في بداية تلك



الساعات الصباحيه دائماً مع ذلك الشخص العطوف والحنون ..



رغم ان القسوه قد حفرت بإنيابها على ملامح وجهه الشائخ ..



وحتى تلك التجاعيد التي قد ارتسمت على جنبات وجهه كانت



تدل على الألآم والمعاناة التي تكبدها خلال مسيرة حياته التي



قضى بها مدة 73 عاماً زاخراً بالاحترام لذاته الذي فرض على كل



من يعرفه وعاصره .. الاحترام له والحب الاخوي لشخصه ..



كان حكيماً بحيث ان القاصي والداني من ابناء القبيله وحتى



اصدقائه .. كانوا يأتون اليه كي ياخذون مشورته ورأيه الحكيم ..



رجلٌ بمعنى الكلمه يدير الامور بكل حكمه وعقلانيه .. لا يخضع



لعاطفته ابداً .. ورغم ذلك كان يمدنا نحنُ ابنائه بكل العطف والحنان



كنا ننعم بصحبته .. نشعر بالامان بمجرد النظر الى وجهه ..



لم يكُن يفكر بالضرب ولم يمد يده على احدِ منا .. بل كان يكتفي



بتلك النظرات المؤلمه التي تشعرنا بالذنب على ما اقترفناه ..



ذلك الحازم في الامور الخاطئه .. المكافيء في الامور الصحيحه ..



المشجع للامور الجيده .. اذكر انه في احدى المرات عندما امسك



بي ادخن وانا لازلت في سن الثالثه عشر .. لم يضربني او يوبخني ..



بل انه قال لي اتتحدى على ان لا ندخن انا وانت سوياً لمدة شهر ..



وان انتصرت ساكافئك بتمضية الصيف كاملاً عند اخوالك ..



وايامها كنتُ اتوقُ للسفر في الاجازه الى اخوالي حتى انعم بالكثير



من اللعب والقليل من الدراسه .. وتحكم الاهل بي ..



فدخلنا التحدي سوياً وتركني بعد انقضاء ثلاث اسابيع لانتصر ..



لكي فقط افوز بالجائزه التي اعطاني اياها بكل حكمه ..



لكي يجعلني اترك تلك العاده السيئه .. وقد نجح بتلك الخطه



الحكيمه واقلعت عن التدخين .. ياإلهي ..!! كم انا مشتاقٌ جداً لك يا أبي ..



كم بكيتُ .. وندمتُ على انني امضيتُ الكثير من الايام ..



في حياتي بعيداً عنك .. حتى انن قلتُ لكل اخوتي مجتمعين ..



بأنني احسدكم واحقد عليكم .. لانكم امضيتم وقتاً اكثر مني معه ..



أبي هل لي بزياره خاطفه في احلامي .. حتى يتسنى لي



معانقة طيفك .. وملامسة اناملك .. والارتماء في تفاصيل خيال جسدك ..



أبي .. هل انت فرحٌ لي وبما فعلته بحياتي بعد انقضاء سبع سنوات ..



على رحيلك .. أبي هل انت فخورٌ بما قدمته من افعال واقوال



في مشواري ..



اللهم ارحم أبي .. وأسكنه فسيح جناتك في الفردوس الاعلى



مع انبيائك وعبادك الصالحين ..



اللهم اوسع مدخله .. ونقئه من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض



من الدنس .. واغفر له وعافه واعفوا عنه .. انك الغفور الرحيم ..



اللهم أمين ....

































ع ــــبث .,.,.,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق