الاثنين، 13 سبتمبر 2010

مواجهه .. مع منشطره في الذات ...

ذات مساءٍ شتويٌ باردٌ قاسي




والسماء ملبده/متخمه بالغيوم .. جعلت الليل



يزدادُ حلكةٍ اكثرُ من دُجاها الاسود ..



والاشخاص فرحين بذلك الطقس .. والذي



كم انتظروه بعد ان احترقوا بلهيب الصيف ..



تخرج المشاعر متخمه تفيض بالقلوب ...



احتكاكها عند الخروج يولدُ الحراره في تلك الاجسام



الممزقه من جراء الهموم وحروب الآلم والمعاناه ..



كلُ هذه الاجواء في وطنٍ غريبٌ فيه انا ...



حتى شوارعهُ غريبةٌ عني .. حتى تربته



لا تشعرني بالامان من شدة غرابتها .. وهوائه



يكاد يخنقني من غربته على رئتاي وانفي ...



اسيرُ به على غير هدى .. وخطواتي متثاقله ..



اشخاصٌ تجمعني بهم لغتي الام والدين والدم ..



الا ان الاختلافات كثيره لا تُعد ولا تُحصى .. وهناك



في زاوية الشارع .. يوجد مقهى يكادُ ان يمتلئ



من الشباب .. حملتُ اوراقي وشجعتُ جسدي



على المسير .. حتى وصلته فاجلستُ باحد اركانه ..



وطلبتُ النادل .. اخبرته بظمأي من شبح الغربه ..



واستعجلته بكوبٍ من القهوه .. ومن خلف الزجاج ..



ذهبت عيناي تستكشف المكان .. تخاطب مقلتاي تلك



الوجوه محاولةً معرفة ذلك السر الخفي وهذه الحفاوه



باستقبال الشتاء القارس .. ومن بين تلك الوجوه و اولئاك



البشر .. هناك في وسط الزحام .. تمشي تلك الفتاة طويلة



القامه والرقبه تسيرُ بكل غرورٍ وزهو .. لا تعير اياً من الموجودين



حولها والملفتين عليها ايُ اهتمامٍ .. غيرُ مباليةٍ بكل تلك الانوثه



الطاغية .. فاخطواتها تقتلُ نعومتها وغنجها .. تمشي بكلِ عجلٍ



وكأنها صخرٌ جلمود تحدر من اعلى قمةِ جبلٍ من الانوثه والرقه..



واذا بها تلتقي امام ذلك المقهى باحدى صديقاتها .. وما كان مني



الا ان لملمتُ اشيائي سريعاً لاخرج واجلس على المقاعد



الخارجيه محاولاً استدراكها ومخاطبتها لعلي اجد بعضٍ من



الحلول على كلِ هذا الغرور .. فتركتُ لاذني العنان حتى تسمعُ



مايدور من حديثٍ بينهما .. فكان صوتها غليظاً اجشَ لا يمتُ بأي



صله لجنس النساء .. سمعتُ سؤالاً من صديقتها يقول ... :



كيف حالُ احمد ..؟ واين هو الآن ..؟!! واين اختفى حبه في قلبك ..؟!!



فضحكت كأنها النمرود قائله ...: سحقته تحت عجلة النسيان ..



هنا اندهشت بعد ان عرفت جميع الاجوبه على اسئلتي ..



وحينها ابتسمتُ ومن ثم ضحكتُ ولم اتمالك نفسي .. حتى انها



انتبهت على والتفتت الي .. وتزامن هذا مع وصول كوبي .. لأرفعه



بين يداي قائلاً لها ... : عذراً .. ولكن اعدتي شريطاً من الذكريات في



عقلي .. وتذكرتُ فتاةٌ اعرفها .. مظهرُها صلبٌ كالصخر .. ولكني



اعلمُ ان باطنها رقيقةٌ كالفراشه .. ناعمةٌ كالحرير .. نقيةٌ كالمطر ..



وهنا .. ذهبت وراسُها يلتفتُ باتجاهي ...

















ع ـــبث .,.,.,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق